00:30:09- 2025-05-03
الصحراء الان
في سياق التطورات الأخيرة حول النزاع الإقليمي في الصحراء، أشارت تقارير إعلامية ودبلوماسية إلى أن الإدارة الأمريكية قد بدأت تُلوح بفكرة “النموذج الفيدرالي” كخيارٍ محتمل لتسوية هذا الملف، وذلك في إطار بحثها عن حلولٍ مبتكرة تخرج عن المقاربات التقليدية التي راوحت مكانها لعقود.
وكشفت مصادر اعلامية مقربة من ملف الصحراء ان هذا المقترح يعتمد على منح الصحراء وضعًا خاصًا داخل الدولة المغربية، مع تمتعها بصلاحيات تشريعية وإدارية محددة في مجالات مثل التنمية المحلية والثقافة، مع الحفاظ على السيادة المغربية في الشؤون الخارجية والدفاع.
ويُشبه النموذج المُقترح تجارب فيدرالية أخرى (مثل إقليم كردستان في العراق أو مناطق الحكم الذاتي في إسبانيا).
ويرى مراقبون ان الأمم المتحدة، تواجه جمودًا في جهودها بسبب تعنت الأطراف، مما يفتح الباب أمام مبادرات خارجية، حيث ان الفيدرالية قد تُقدم كبديل عن خيارات الاستفتاء أو الحكم الذاتي التي لم تحقق تقدماً.
وتُدرك الولايات المتحدة أهمية استقرار المغرب كحليف استراتيجي في مواجهة التمدد الروسي والصيني في إفريقيا، كما تُراعي مصالح الاتحاد الأوروبي (خاصة إسبانيا وفرنسا) المرتبطة بالصحراء.
ورغم أن الإشارات الأمريكية إلى الفيدرالية تُعتبر “اختبار بالون” لقياس ردود الأفعال، إلا أنها تعكس تحولًا في النقاش الدولي نحو حلولٍ وسطى تُوازن بين الواقعية السياسية والمطالب الحقوقية.
ونجاح هذا المقترح مرهون بتحول جذري في مواقف الأطراف، ودور فاعل للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في إضفاء الشرعية عليه.
في الوقت الراهن، يبقى المشهد غائمًا، لكن الضغوط الاقتصادية (كأزمة الطاقة وتأثيرات تغير المناخ على المنطقة) قد تدفع الأطراف نحو طاولة المفاوضات بجدية أكبر خلال المرحلة المقبلة.