احتجاجات شبابية تتصاعد في الداخلة وسلطات العركوب تتكرر أخطاؤها في التعامل مع الملف الاجتماعي

في مفارقة صارخة، جاء تدخل سلطات جماعة العرگوب لقمع احتجاج شبابي سلمي أمام ورش ميناء الداخلة الأطلسي، بعد ساعات فقط من انعقاد لقاء تشاوري حول برنامج التنمية المستدامة تحت شعار تحسين السياسات الترابية.

وأثار التدخل غير المبرر، الذي اعتمد على القوة بدلاً من الحوار، موجة غضب عارمة، دفع عائلات المحتجين للخروج في وقفة احتجاجية ليلاً أمام ولاية الداخلة، رفضاً للأسلوب القمعي الذي تعاملت به السلطات المحلية مع احتجاج كان يمكن احتواؤه عبر جلسة نقاش بسيطة.

وليس هذا الحادث هو الأول من نوعه، فسلطات الجماعة سبق أن استخدمت المقاربة نفسها خلال احتجاجات مشروع السكن الاجتماعي بتاورطة، وكانت الأمور قد أوشكت على الانفجار لولا التدخل الحكيم للوالي “علي خليل” الذي فضل الحوار على العنف.

مع تكرار السيناريو ذاته، يبدو تدخل والي الجهة ضرورياً اليوم أكثر من أي وقت مضى لوضع حد لسياسات الجماعة المرتبكة، وإعادة الاعتبار لأسس التعامل السليم مع الاحتجاجات التي تمثل تعبيراً طبيعياً في المجتمعات الحية.

فالاستقرار الحقيقي لا يُبنى بالعنف والتسرع، بل بالحوار والاحترام، كما أن تحول الشطط في استخدام السلطة إلى نهج دائم ينذر بتآكل الثقة في المؤسسات، وهو ما يستدعي مراجعة عاجلة للحفاظ على السلم الاجتماعي بدلاً من تعريضه للاهتزاز.