الصحراء الان
حل بمدينة العيون، الإثنين، وفد عسكري رفيع المستوى من جمهورية الصين الشعبية، في إطار سلسلة زيارات تهدف إلى تقييم عمل بعثة المينورسو والاطلاع على التحديات التي تواجه تنفيذ مهامها الأممية، لاسيما في ظل الانتهاكات المتكررة لجبهة البوليساريو لاتفاقيات وقف إطلاق النار.
ووفقا لمصادر جريدة هسبريس الأممية فإن الوفد العسكري الذي يضم في تشكيلته أربع شخصيات ومسؤولين بالجيش الصيني سيعقد سلسلة اجتماعات مع قيادات المينورسو بمقر البعثة بالعيون، مشيرة إلى أن “الوفد سيستهل محادثاته مع ألكسندر افانكو، رئيس ‘المينورسو’ وممثل الأمين العام للأمم المتحدة بالصحراء، تركز على استعراض اختصاصات وأنشطة البعثة الدولية، ومباحثات جانبية مع الجنرال فخر الإحسان، قائد القوات العسكرية بالبعثة، لرصد الإشكالات والإكراهات المتعلقة بحفظ السلام بالمنطقة”.
وكشفت المصادر ذاتها أن الوفد الصيني المكون من العميد الركن غونغ قوانكسي (GONG Guoxi)، والعقيد تشو شوان (Zhou Xuand)، والعقيد لي شياويونغ (Lei Xiaoyong)، والمقدم جين لونغ (Jin Long)، يقوم بزيارة عمل إلى مقر بعثة “المينورسو” بالعيون تدوم ليومين بهدف الاطلاع على كافة جوانب عمل البعثة الأممية، وخاصة ما يتعلق بأداء مهامها المتمثلة في مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار المبرم سنة 1991 تحت إشراف الأمم المتحدة.
وأوضحت المصادر التي تحدثت لهسبريس أن “هذه الزيارة تهدف إلى تعميق فهم الجانب الصيني لطبيعة الأوضاع الميدانية في المنطقة، بما يدعم اتخاذ مواقف مدروسة داخل أروقة مجلس الأمن، ويسهم في ضمان نجاح مهام بعثة المينورسو”، مبرزة أن “هذه التحركات تأتي في إطار حرص الدول العظمى على دعم البعثات الأممية، تعزيزا للسلم والأمن الدوليين، والتأكيد على أهمية الالتزام بالاتفاقيات المبرمة تحت مظلة الأمم المتحدة”.
وتتزامن هذه الزيارة مع إشارة العديد من التقارير الدولية إلى نية بكين افتتاح قنصلية بمدينة العيون وإعلان موقف داعم لمخطط الحكم الذاتي بالصحراء المغربية؛ في خطوة تُكرس دعم الصين لسيادة المغرب على صحرائه. كما تترجم هذه الدينامية توجه الصين نحو تعزيز شراكتها الإستراتيجية مع المغرب، سواء على المستوى الدبلوماسي أو الاقتصادي.
ويتقاطع هذا التوجه مع سعي جمهورية الصين الشعبية الحثيث إلى لعب دور محوري في إفريقيا، مستفيدة من موقع المغرب الإستراتيجي كشريك موثوق وقوة إقليمية وازنة، كما يُبرز انسجام التحركات الصينية مع مواقف قوى عالمية كبرى تدعم الوحدة الترابية للمملكة، ما يعزز مكانة المغرب على الصعيد الدولي ويؤكد شرعية حقوقه في أقاليمه الجنوبية.
حري بالذكر أن زيارة الوفود الدبلوماسية والعسكرية الممثلة للدول الأعضاء بمجلس الأمن تكتسي أهمية خاصة، بالنظر إلى دورها المحوري في صياغة القرارات الدولية المتعلقة بالنزاعات، وتُبرز مدى اهتمام المجتمع الدولي بتعزيز السلم والاستقرار في منطقة الصحراء المغربية، والتعامل بحزم مع المعيقات التي تهدد مسار السلام بالمنطقة.
متابعة العيون الان