الصحراء الآن:
اختتمت زيارة جوشوا هاريس، نائب وزير الخارجية الأمريكي، إلى مخيمات تندوف بالتشديد على "أهمية دعم جهود ستيفان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، بروح من الواقعية والتوافق" ، غير أن الجهود الأمريكية والأممية تزامنت مع "محاولات جبهة "البوليساريو"لإشعال فتيل التوتر"، قامت الدرون المغربية من جديد بإنهائها.
الجبهة المسلحة صرحت ، يوم أمس الجمعة، عن " بمقتل أحد أبرز القياديين بها، وهو أبا عالي حمودي، إلى جانب 3 من مرافقيه"، في وقت تشير فيها مصادر متفرقة إلى أن "الحادث جاء بفعل تجاوز المرتزقة المنطقة العازلة، والاقتراب من الجدار الأمني المغربي، تحديدا بأوسرد".
وفي محاولة للتأثير على الزيارة المرتقبة لستيفان دي ميستورا إلى الأقاليم الجنوبية الأسبوع المقبل، تسعى "البوليساريو" إلى رسم "صورة معارك محتدمة مع الجيش المغربي"، خاصة في ظل "غياب" أي مشروع سياسي تفاوضي بفعل "زوال" الدعم الدولي لأطروحة الانفصال.
وكان المغرب واضحا بخصوص تحركات الجبهة المسلحة قرب الجدار الأمني، إذ على الرغم من تشبثه بوقف إطلاق النار الموقع سنة 1991 فإن أي تهديد يمس الأقاليم الجنوبي يتم التعامل معه بصرامة.
فمحمد نشطاوي، خبير في العلاقات الدولية، سجل أن "البوليساريو" "تعلم جيدا أن الاقتراب من الجدار الأمني له تبعات وخيمة، وما تقوم به حاليا فقط محاولة بئيسة للتشويش على زيارة دي ميستورا".
وحسب منابر إعلامية فمحمد نشطاوي أضاف مصرحا أن "ما تقوم به "البوليساريو" حاليا مجرد رقصة ديك مذبوح، ونتيجة سياسة فاشلة يقع خلفها قصر المرادية، باعتباره الداعم الأساسي".
"تحاول قيادة الرابوني أن توهم المجتمع الدولي بأنها تناضل ضد المغرب، وأن الأخير يستهدف أفرادها، غير أن هذا الأمر يعلمه جيدا كل متتبع لهذا الملف المفتعل، وأن المملكة تقوم بالرد على من يستهدف أراضيها بحكم القانون الدولي" قال المتحدث.
وأضاف " المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية يعلم هو الآخر مدى تفاهة المحاولات التي تقودها الجزائر و"البوليساريو"، وسيتخذ هذا الأمر بشكل أساسي في تقريره المقبل".
وأشار نشطاوي أن " الأمم المتحدة ترى الأن أن جبهة "البوليساريو" هدفها الوحيد هو إثارة البلبلة في المنطقة، في وقت يلتزم فيه المغرب بمقتضيات القانون الدولي".
كما اعتبر إلى جانبه عبد الواحد أولاد مولود، باحث في العلاقات الدولية والشؤون الإفريقية، أن "البوليساريو"، حاليا هي في مواجهة واضحة ومباشرة مع المنتظم الدولي".
وأورد مولود، في تصريح لنفس المنبر الإعلامي ، أن "هاته الخطوة، التي قامت بها "البوليساريو" يوم أمس، هي غير محسوبة وغير عقلانية تماما وتنم عن جهلها التام بمدى معرفة دي ميستورا بحقيقة الوضع".
وأشار المتحدث عينه إلى أن "هاته المحاولات معهودة من قبل "البوليساريو"، والتي تأتي كمحاولة تشويش على سير العملية السياسية الأممية، والتي ينخرط فيها المغرب بمسؤولية".
وحسب الباحث في العلاقات الدولية والشؤون الإفريقية، فإن "تحرير معبر الكركرات لم يرافقه تنديد أممي للجهود المغربية، بسبب معرفته بمحاولات الجبهة للتأثير على قراراته".
وانتهى تصريح مولود بأن " كل بيان من قبل مجلس الأمن يرافقه بلاغ استيائي من قبل جبهة "البوليساريو"، وهو ما يفسر أن ملف الصحراء المغربية قد تغير تماما وأن الجميع واع بأحقية و قوة الموقف المغربي".