الصحراء الآن - احمد نافع
مما لاشك فيه أن الحملة المسعورة التي يقودها خصوم العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروة لا تستهدف في أساسها المحافظة على الثروة فالمدعين لذلك ليسو في حقيقتهم سوى قطط بين مخالبها قطعة سمك ، بقدر ما تستهدف حرمان قاعدة عريضة من شباب جهة الداخلة من ولوج الثروة البحرية في إطار مهني كحق دستوري واحد التوصيات الأساسية للجنة المنبثقة عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة المكلفة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية كاحد الآليات الدولية التي انخرطت فيها بلادنا طواعية وعن اختيارا وقطعا لا يمكن ان تفرط في استحقاقاتها اكراما لشلة ،،كاشطورات ،، تخلفوا دائما في الدفاع عن الواجهة البحرية لقضيتنا الوطنية أو نزولا عند عقدة قطاع ربعي بامتياز يناصب بعض مدبريه المكون الصحراوي كاحد روافد الهوية الوطنية العداء في تطلعاته المشروعة للاستفادة من الثروة البحرية ، وبغض النظر عن غريزة الحقد من بعض الادوات المحلية للوبي الصيد البحري اتجاه بعض الوجوه المنتخبة القريبة من المواطن تبقى محاولة تسييس ملف القوارب المعيشية كملف اجتماعي محاولة بائسة لا تقل انحدارا في الادراك عن توجيه اتهام لبلاغ وزارة الصحة حول إصابة بحارين بكوفيد 19 قبل اسابيع اتهام تدفع ساكنة الداخلة اليوم ضريبته من صحتها العامة ويريد لوبي ،، الكاشطورات ،، أن تدفع ضريبة حرمان شبابها من حقه المشروع في الثروة البحرية ، ويبقى موقف ولاية جهة الداخلة من الملف المطلبي لاصحاب القوارب المعيشية موقف حكيم كونه مستقل ولا يقع تحت طائلة تنازع المصالح وينظر بشمولية للموضوع بأبعاده الحقوقية والاجتماعية وبما يستحضر بشكل عميق توصيات المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي حول تكريس فعلية الحقوق الأساسية لساكنة الأقاليم الجنوبية بعيدا كل البعد عن النظرة الضيقة لقطاع الصيد البحري التي يحكمها منطق تحقيق الربح لفئة تعد على رؤوس الأصابع في ظل ما يعانيه من فقر مدقع بمجال المبادرات الاجتماعية الخلاقة رغم انه الرافعة الاقتصادية الأساسية بالجهة بحيث لم يستطع بفعل نمط الريع المتحكم فيه ان يكون جزءا من مجهود الدولة بهذا الخصوص ومهما تعالت اصوات التحريض ضد شباب القوارب المعيشية فإنها لا تعدوا كونها في وجدان ساكنة هذه الربوع محاولة سطو على حقوق الغير لن يكون مآلها سوى الفشل الذريع ولاخيار أمام قطاع الصيد سوى العمل على استيعابها كما استوعب منح مئات رخص قوارب الصيد لعدد محدود من الأفراد.