16:51:12- 2025-02-09
الصحراء الان
بقلم محمدي الشنقيطي
تشهد الخلافة العامة للطريقة القادرية في غرب إفريقيا خلافات داخلية منذ وفاة الشيخ آياه ول الطالب بوي، حيث برز صراع بين شخصيات بارزة داخل الطريقة، امتد ليشمل تأثيرات سياسية داخل كل من موريتانيا والسنغال.
ومع التغيير السياسي في السنغال، بدا أن هناك تحولًا في موازين القوى داخل الخلافة، إذ برزت أسرة الشيخ آياه ممثلة في الشيخ عبد العزيز ول الشيخ آياه، على حساب الشيخ سيدي الخير ول بوننة، الذي كان يُنظر إليه سابقًا كخليفة للطريقة. ورغم أن الخلافة العامة مُنحت رسميًا للشيخ عبد العزيز، فإن سيدي الخير لا يزال يتمتع بنفوذ داخل الدوائر السياسية السنغالية، مستفيدًا من علاقاته الاجتماعية الواسعة.
ما لفت الانتباه مؤخرًا هو الزيارة المطولة التي قام بها الشيخ عبد العزيز ول الشيخ آياه إلى السنغال، والتي شملت عدة مدن، إلى جانب لقاءاته المتكررة برئيس الحكومة السنغالية داخل وخارج موريتانيا. هذه الزيارة اعتُبرت اعترافًا رسميًا بمكانة أسرة أهل الشيخ آياه، وهو تحول ملحوظ بعد أن كانت هذه المكانة حكرًا على الشيخ سيدي الخير.
في الأيام الماضية، حظي الشيخ عبد العزيز باستقبال جماهيري واسع من أتباع الطريقة القادرية، إضافة إلى مشايخ الطرق الصوفية وسياسيين وشخصيات بارزة. وعلى النقيض، فإن الشيخ سيدي الخير، الذي وصل إلى مدينة روصو اليوم، لم يحظَ باستقبال مماثل، في مشهد أثار تساؤلات كثيرة، خاصة مع غياب شخصيات سياسية ودينية بارزة كانت دائمًا حاضرة في استقباله.
هذا الوضع يفتح الباب أمام عدة تساؤلات: هل حسمت الحكومة موقفها لصالح الشيخ عبد العزيز ول الشيخ آياه، واعتبرته الخليفة الوحيد للطريقة القادرية؟ أم أن هناك استراتيجيات سياسية غير معلنة وراء هذا التمييز؟ ولماذا غابت الشخصيات البارزة عن استقبال الشيخ سيدي الخير؟
يبقى السؤال الأهم: هل فقد الشيخ سيدي الخير نفوذه، وأصبح محصورًا في محيطه الأسري فقط؟ أم أن المعادلة قد تتغير في المستقبل القريب؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف عن مآلات هذا الصراع داخل الطريقة القادرية.