الداخلة.. إسكات أصوات الصم والبكم وجمعيات التوحد خلال مشاورات برامج التنمية المندمجة رغم تأكيد الخطاب الملكي على مبدأ التضامن

كشفت مصادر محلية في جهة الداخلة-وادي عن استياء واسع بين نشطاء المجتمع المدني وفئات ذوي الإعاقة، بسبب غياب تمثيلهم في المشاورات التي أجرتها امس الثلاثاء ولاية جهة الداخلة حول “الجيل الجديد لبرامج التنمية الترابية المندمجة”.

وأفادت المصادر أن عددا من الصم والبكم عبروا عن احتجاجهم على إقصائهم من هذه المشاورات، التي من المفترض أن تمس مجالات حيوية مثل التشغيل المحلي والخدمات الاجتماعية الأساسية. 

كما تم منع رئيسة جمعية أطفال التوحد من التدخل أثناء المناقشة العامة، في خطوة وصفت بـ”المتعارضة مع روح الانفتاح والمشاركة”.

وتأتي هذه المشاورات في إطار البرامج التنموية التي دعا إليها الملك محمد السادس في خطاب العرش الأخير، والتي ترتكز على “تثمين الخصوصيات المحلية” و”تعزيز الجهوية المتقدمة” و”التضامن بين الكيانات الترابية”. 

إلا أن إقصاء فئات أساسية مثل ذوي الإعاقة يطرح تساؤلات حول جدوى هذه الآليات التشاركية وقدرتها على تجسيد مبادئ العدالة المجالية.

يذكر أن الأربعة محاور الأساسية للبرامج تشمل النهوض بالتشغيل المحلي، وتحسين الخدمات في التعليم والصحة، والتدبير المستدام للموارد المائية، إضافة إلى التأهيل الترابي المندمج. 

وهي محاور لا يمكن أن تتحقق بكفاءة دون مشاركة جميع الفئات، بما فيها الأكثر تهميشًا.

هذا التوتر يسلط الضوء على الفجوة بين الخطاب التنموي الشامل والآليات الميدانية التي تكرّس الإقصاء، مما يستدعي مراجعة عاجلة لضمان مشاركة حقيقية وفعالة لجميع مكونات المجتمع.