الإعلام الجزائري وحملاته ضد المغرب: تحليل للأبعاد والسياقات

{"remix_data":[],"remix_entry_point":"challenges","source_tags":["local"],"origin":"unknown","total_draw_time":0,"total_draw_actions":0,"layers_used":0,"brushes_used":0,"photos_added":0,"total_editor_actions":{},"tools_used":{"ai_enhance":1,"transform":2},"is_sticker":false,"edited_since_last_sticker_save":true,"containsFTESticker":false}

19:38:13- 2025-02-18

الصحراء الان 

في الاونة الأخيرة، برزت ظاهرة لافتة في الإعلام الجزائري تتمثل في شن حملات إعلامية مكثفة ضد المملكة المغربية. 

هذه الحملات، التي تتراوح بين انتقادات سياسية واتهامات أمنية وتصريحات مثيرة للجدل، أثارت تساؤلات حول دوافعها وأبعادها، خاصة في ظل العلاقات المتوترة تاريخياً بين البلدين الجارين.

ويرى عدد كبير من المراقبين، ان العلاقات بين الجزائر والمغرب تشهد توتراً منذ عقود، حيث يعود الخلاف بينهما إلى قضايا حدودية وأيديولوجية، أبرزها نزاع الصحراء، حيث تدعم الجزائر جبهة البوليساريو التي تطالب بانفصال الإقليم عن المغرب، بينما تؤكد الرباط أن الصحراء جزء لا يتجزأ من أراضيها، هذا الخلاف السياسي العميق يغذي حالة من العداء الإعلامي المتبادل، حيث يستخدم الطرفان وسائل الإعلام كأداة للضغط والتأثير على الرأي العام المحلي والدولي.

وتتخذ الحملات الإعلامية الجزائرية ضد المغرب حسب نفس المراقبين، أشكالاً متعددة، منها لاتهامات الأمنية حيث غالباً ما تتهم وسائل الإعلام الجزائرية المغرب بدعم تهريب المخدرات، وهي تهمة تلقى صدى واسعاً في الإعلام المحلي وتُستخدم لتبرير سياسات معينة.

ولم يخفي المتخصصون في الشأن المغاربي، ان تتخذ أيضا شكلا من التضخيم الإعلامي للأحداث، فيتم أحياناً تضخيم بعض الأحداث أو الأخبار التي تظهر المغرب بشكل سلبي، مثل قضايا الهجرة غير الشرعية أو الخلافات الدبلوماسية، مما يعزز صورة سلبية عن الجار.

كما تستخدم بعض الوسائل الإعلامية الجزائرية خطاباً وطنياً متشدداً يهدف إلى تعزيز الشعور بالهوية الوطنية الجزائرية في مواجهة ما يُصوَّر على أنه تهديد خارجي.

إلى ذلك يتفق الجميع ان هذه الحملات جزءاً من استراتيجية أوسع لتعزيز موقف الجزائر في المحافل الدولية، خاصة في ظل الدعم المغربي المتزايد من قبل بعض الدول الكبرى.

وتبقى الإشارة إلى أن الحملات الإعلامية الجزائرية ضد المغرب تعكس توتراً تاريخياً وسياسياً عميقاً بين البلدين، في حين أن هذه الحملات قد تخدم أهدافاً سياسية قصيرة المدى، إلا أن آثارها السلبية على العلاقات الثنائية والتعاون الإقليمي لا يمكن تجاهلها. 

في النهاية، الحل الدائم لأي خلاف بين الجزائر والمغرب لن يأتي عبر الخطابات الإعلامية العدائية، بل عبر الحوار البناء والتركيز على المصالح المشتركة لشعبي البلدين.

الاخبار العاجلة