الصحراء الان

كشفت وسائل اعلام اسبانية، أن المبعوث الاممي الى الصحراء، ستافان دي ميستورا، يعتقد أن من بين القائمة الطويلة من المناصب التي شغلها في الأمم المتحدة، فإن المنصب الذي يشغله الآن هو الأصعب. 

وأضافت نفس المصادر، ان المبعوث الاممي الى الصحراء لم يتمكن الى حدود الساعة من احراز اي تقدم يذكر، حيث تميزت فترة تعينه منذ اكتوبر 2021 باعلان الجزائر الانسحاب من الطاولة المستديرة كطرف في نزاع الصحراء، بالاضافة الى مطالبة جبهة البوليساريو من بعثة المينورسو الانسحاب من المناطق التي تشهد تحركات عسكرية ضدد القوات الجيش المغربي.

وخلال يناير الماضي، سافر دي ميستورا إلى بريتوريا، لتبادل وجهات النظر مع حكومة جنوب أفريقيا، التي تعد، بعد الحكومة الجزائرية، أقوى مؤيد لجبهة البوليساريو في أفريقيا، غير ان هذا التحرك اعتبره المغرب خارج عن الاطار وعلق سفيره في الامم التحدة عمر هلال على هذه الخطوة قائلا :"  المغرب لن يسمح بأن تصبح صحراؤه أرضا للمناورة الدبلوماسية لجنوب إفريقيا ".

وخلال جولته مطلع الشهر الجاري بين انواكشوط والرباط، تأكد ان الرجل بات قاب قوسين او ادنى من الاعلان عن فشله في المهمة، خصوصا بعد تضارب التصريحات في الجانب الموريتاني، من اخلال صمت وزير الدفاع الموريتاني عن طبيعة زيارة المبعوث الاممي عكس وزير الخارجية الذي كشف انها تدخل في اطار علاقة موريتانية مع اطراف النزاع في الصحراء، غير انه تراجع في اليوم الموالي واكتفى بالقول انها تدخل في مجال التعاون مع المنظمة الدولية، الامر الذي اعتبره مراقبون تهرب موريتاني من التعاطي مع الرجل الذي باتت الرباط تعتبره خارج سياق الوسيط الاممي الواقعي، مالم لم يضع اللاءات الثلاثة كارضية لحل نزاع الصحراء : لا حل خارج اطار الحكم الذاتي، ولا حل دون جلوس جميع اطراف النزاع بما فيهم المغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة البوليساريو، ولا مفاوضات غي ظل خرق البوليساريو لوقف اطلاق النار .

لهذا ترى مصادر مقربة من دي ميستورا، انه بات من المستحيل تحقيق ظروف استمراره في المهمة، خصوصا بعد رفض الجزائر رسميا المشاركة في المفاوضات حول الصحراء، وتمسك البوليساريو بالعمليات العسكرية التي ترى فيها خلاصا من المشاكل الداخلية، والعصيان الشعبي الذي يهدد استمرارها، بعد تعالي الاصوات الداخلية بفشلها في ادارة الملف والاكتفاء بالتمسك باللجوء في منطقة بات العالم يخشى من تنامي ظاهرة الارهاب فيها، وتخوف موريتانيا من الاعلان عن موقف من هذه القضية، وهروب الجزائر من موجهة المغرب تحت مظلة الامم المتحدة، ودعم مدريد للشرعية المغربية في الصحراء، وقرب اعلان باريس فتح قنصلية في الصحراء، بعد اعلانها دعم الاستثمارات في الاقاليم الصحراوية، واعلان المغرب مبادرة فتح منافذ الاطلسي في وجه دول الساحل. .     

مواضيع قد تعجبك