توتر في البرلمان وإخراج نائب وتعليق الجلسة بعد مواجهة بين وزير العدل ونواب “العدالة والتنمية”

تحولت جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب ، اليوم الاثنين، إلى ساحة مواجهة حادة، وصلت ذروتها بإخراج نائب من القاعة البرلمانية وتعليق الأشغال لفترة وجيزة، في مشهد نادر عكست حدة الخلاف حول مشروع قانون العدول.

واندلعت شرارة التوتر عندما رد وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، على انتقادات نائبة من مجموعة العدالة والتنمية لمشروع القانون، واصفا كلامها بـ”بيان مجلس الثورة”. 

وكانت النائبة قد هاجمت المشروع متهمة الوزير بـ”الانقلاب على مخرجات الحوار”، واعتبرت أن النص “يعتدي على مكتسبات سابقة” ويُهمش دور المرأة العدل، إلى جانب انتقادها جمود ملف دكاترة القانون.

تصاعد الموقف سريعاً حين طلب النائب عبد الصمد حيكر (من نفس المجموعة) نقطة نظام، معتبرا أن عبارة الوزير “غير مقبولة” ومطالبا بحذفها من المحضر، ومؤكدا أن على الوزراء الإجابة على أسئلة النواب دون “الهروب إلى خطابات أخرى”.

ورد وزير العدل بأنه مستعد للحوار “وفق ضوابط الدستور”، لكنه رفض ما وصفه “بالإدلاء ببيانات سياسية” داخل القاعة، قائلا للنواب: “لا أحد سيعلمني كيف أجيب… النقاش يجب أن يكون موضوعياً وليس بيانات سياسية”.

حاول رئيس الجلسة، إدريس اشطيبي، احتواء الموقف، طالبا من النائب حيكر الالتزام باللائحة الداخلية، لكن إصرار الأخير على التدخل، ممادفع الرئيس إلى أمر أعوان البرلمان بإخراجه من القاعة، مصرحاً: “هذا هو القانون، ولا بد من تطبيقه”.

في ذروة التوتر، ووجه رئيس الجلسة اتهامات لنواب العدالة والتنمية بعدم احترام النظام، بعبارة لفتت الانتباه وصفهم فيها بـ”ماركسيين على سنة الله ورسوله”، مما دفع نواباً من الفريقين الاشتراكي والاستقلالي للمطالبة برفع الجلسة، قبل أن يقرر الرئيس تعليق الأشغال خمس دقائق.

ولم تهدأ الأجواء تماماً حتى بعد استئناف الجلسة، فما إن رُفعت حتى اندلعت مشادات كلامية جديدة بين الوزير وهبي والنائبة التي بدأت الجدال، لتتطلب الأمور تدخلاً شخصياً من وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، الذي أخرج زميله وزير العدل من القاعة في محاولة أخيرة لاستعادة الهدوء.

يأتي هذا الصراع في إطار خلاف سياسي وقانوني حاد حول مشروع قانون يخص مهنة العدول، حيث يتقاطع الخلاف التقني حول مضامين النص مع خطاب سياسي أوسع حول مكتسبات المهنة ومبدأ المناصفة، في مشهد يلخص حرارة النقاش الديمقراطي داخل البرلمان المغربي.