عطل مفاجئ في جهاز التعقيم المركزي يشل المركب الجراحي بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني ويعري واقع القطاع المزري

{"remix_data":[],"remix_entry_point":"challenges","source_tags":["local"],"origin":"unknown","total_draw_time":0,"total_draw_actions":0,"layers_used":0,"brushes_used":0,"photos_added":0,"total_editor_actions":{},"tools_used":{"ai_enhance":1,"transform":1,"enhance":1},"is_sticker":false,"edited_since_last_sticker_save":true,"containsFTESticker":false}

الداخلة – مرة جديدة، يحاصر المواطن داخل حلقة مفرغة من الإهمال والتسيير العشوائي، بعدما تسبب عطل مفاجئ في جهاز التعقيم المركزي (الأوتوكلاف) في شلّ المركب الجراحي بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بالداخلة، وإلغاء جميع العمليات الجراحية بشكل كامل.

هذا العطل التقني لم يكن مجرد حادث عابر، بل كشف عن أزمة هيكلية أعمق في مستشفى يعاني من “واقع صحي مترهل” يفتقر إلى أبسط أسس التخطيط والتدبير الرشيد. فمصلحة التعقيم، التي تعد الشريان الرئيسي لأي مستشفى، توقفت عن العمل دون وجود خطة طوارئ، مما يعكس غيابًا تامًا للخطط الاستباقية ويضع حياة المرضى على المحك.

في خضم هذه الأزمة، لم يجد المسؤولون في القطاع الصحي سوى تبرير واحد متكرر، وهو الانتقال نحو المستشفى الجديد، وكأن حياة المواطنين يمكن تعليقها لأشهر غير مضمونة النهاية. هذه “الحجة البائسة”، كما يصفها مراقبون، لم تعد تقنع أحداً، بل تحولت إلى غطاء لعجز إداري عميق.

الأزمة الحالية ليست سوى حلقة في سلسلة طويلة من الأعطاب المتراكمة التي أنهكت المستشفى خلال السنوات الأخيرة، والتي شملت:

· نقصا حادا في مواد التخدير.

· غياب طبيب الإنعاش.

· أعطابا متكررة في أجهزة السكانير والأشعة.

· انعدام معدات لأطباء الاختصاص مثل مناظير المعدة والقولون.

هذا الانهيار الممنهج لم يفقد المستشفى ثقة الساكنة فحسب، بل فتح الباب على مصراعيه أمام ما يعرف بـ “لوبي المصحات الخاصة”، الذي وجد في الأزمة منجم ذهب لتحويل معاناة المرضى إلى أرباح سريعة، عبر توجيههم بشكل ممنهج نحو مؤسسات خاصة.

السكوت عن هذه الاختلالات لم يعد مقبولا. فما يحدث داخل المستشفى الجهوي الحسن الثاني هو تقصير إداري واضح يتطلب تحركا عاجلا من السلطات المحلية والوزارة الوصية، لتوفير الحد الأدنى من الخدمات الصحية التي كفلها الدستور للمواطن، اليوم وليس غداً

الاخبار العاجلة