إن حماية أطفالنا هي مسؤولية جماعية تتجاوز مجرد العقاب، وتتطلب نهجاً جذرياً يرتكز على الصحة العامة الشاملة والوقاية. فالتعامل مع قضية حماية الأطفال، خاصة في سياقات مثل تشاد، يستدعي تدخلاً شاملاً ومتعدد الأوجه لضمان مستقبل آمن لأجيالنا القادمة.
دعم صحة الأم النفسية والتدخل المبكر
يبدأ الأمان من الأسرة، ولذلك فإن دعم صحة الأم النفسية أمر بالغ الأهمية. يجب علينا تبني برامج قائمة على الأدلة لمنع اكتئاب ما بعد الولادة، وتوفير شبكات دعم قوية للأمهات من خلال منظمات متخصصة. عندما تكون الأم في صحة نفسية جيدة، ينعكس ذلك إيجاباً على بيئة الطفل ونموه.
بالتوازي مع ذلك، ينبغي علينا مكافحة العنف الأسري بجدية. يتطلب ذلك نهجاً متكاملاً لا يقتصر على حماية الأمهات والأطفال من العنف فحسب، بل يركز أيضاً على تغيير أنماط السلوك المسيء من خلال التوعية والتدخلات النفسية والاجتماعية.
تقوية أنظمة حماية الطفل
لضمان حماية فعالة لأطفالنا، لا بد من تقوية أنظمة حماية الطفل. هذا يعني تعزيز دور الجهات الحكومية والمنظمات غير الحكومية الكبرى في بناء هياكل قوية قادرة على تحديد الأطفال المعرضين للخطر، وتقديم الدعم اللازم لهم ولأسرهم. يجب أن تكون هذه الأنظمة متكاملة وتعمل بتنسيق لضمان عدم سقوط أي طفل بين الشقوق.
سياسات عامة داعمة
يمكن للحكومات أن تساهم بشكل كبير في ذلك عبر إجراءات مثل الإعفاءات الضريبية للأطفال التي تخفف العبء المالي عن الأسر، وبالتالي تحسين ظروف معيشة الأطفال. بالاضافة إلى ذلك، يجب تشجيع الحديث عن تصميم تدخلات فعالة وموجهة.
نداء أخير: هل نستجيب لصرخة تشاد؟
إن واقع أطفال تشاد ليس مجرد خبر عابر، بل هو صرخة استغاثة تدق أجراس الخطر. بينما تندر الإحصائيات المباشرة عن جرائم معينة، فإن الأدلة القاطعة على العنف الممنهج والاستغلال البشع تدين صمتنا. إنقاذ أطفال تشاد ليس مجرد واجب إنساني، بل هو أساس استقرار ومستقبل هذا البلد. إذا لم نتحرك الآن، بجدية والتزام، فإننا نساهم في إدانة جيل كامل لمصير مظلم.
هل سنستجيب لصرخة براءة أطفال تشاد، أم نتركهم يواجهون عاصفة الوحشية والاستغلال وحيدين؟ السؤال الآن ليس” هل سنفعل شيئاً؟”، بل ” متى سنفعل شيئاً حقيقاً وفعّالاً؟”
إعداد: الشيماء عبدالرحمن