العيون/نيويورك
في خطوة تنذر بتغييرات كبرى، أنهت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR) عقود عدد من موظفيها في مدينتي العيون وتندوف، على أن يكون الإنهاء نافذا بنهاية شهر سبتمبر المقبل.
ويأتي هذا القرار، وفقا لمصادر مطلعة، في سياق يشير إلى بداية مرحلة جديدة في تعامل الأمم المتحدة مع ملف الصحراء، قد تكلل بـإنهاء بعثة المينورسو (MINURSO)، البعثة الأممية المراقبة للاستفتاء في الصحراء، التي تواجدت في المنطقة منذ عام 1991.
وهو السيناريو الذي لمح إليه ستيفان دي ميستورا، المبعوث الأممي الشخصي إلى الصحراء، خلال إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن منتصف أبريل الماضي، دون أن يصرح به صراحة.
من جهة أخرى،لم تستبعد مصادر مقربة من الملف، في حديث لوسائل إعلام، أن تعلن الأمم المتحدة رسميا فشلها في تسوية النزاع حول الصحراء.
ويعزز هذا الاحتمال عاملان رئيسيان:
1. استئناف العمليات العسكرية بين القوات المغربية وجبهة “البوليساريو” في نوفمبر 2020، بعد انهيار وقف إطلاق النار الذي دام 29 عاماً.
2. إعادة التمركز العسكري الموريتاني على الحدود مع الجزائر، مما يعكس تحولات في موازين القوى الإقليمية ويدخل عنصراً جديداً في المعادلة الأمنية.
ويرى مراقبون أن هذه التطورات المتسارعة – من إنهاء عقود المفوضية، إلى تصريحات المبعوث، مرورا بالوضع العسكري المتأزم والتحركات الإقليمية – تشير بقوة إلى أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة وحاسمة، قد تشهد إعادة تعريف كاملة لدور الأمم المتحدة وآلياتها في هذا الملف العالق منذ عقود، مع ما يحمله ذلك من تداعيات غير مسبوقة على مستقبل المنطقة واستقرارها.