15:54:59-2025-05-04
الصحراء الان
كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة أن زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، سارع إلى عقد لقاء عاجل مع الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، في منتصف الأسبوع الجاري، وذلك تحت ضغوط متصاعدة من الولايات المتحدة الأمريكية على جبهة البوليساريو لقبول حل سياسي “لا يرتكز على إقامة دولة” للنزاع حول الصحراء، ووقف الأعمال العسكرية ضد المغرب.
وأشارت المصادر إلى أن دوافع اللقاء لم تكن مرتبطة بالملف الإقليمي فحسب، بل أيضاً بالتوتّرات الأمنية المتزايدة داخل مخيمات تيندوف جنوب الجزائر، حيث تشهد المناطق خروج أعمال العنف المسلح عن سيطرة البوليساريو، وفقاً لتقارير بعثة الأمم المتحدة (مينورسو).
وتُرجح التقارير الدولية تورط بعض قيادات الجبهة في هذه الاشتباكات، ما يهدد تماسكها الداخلي ويُضعف موقفها التفاوضي.
من جهة أخرى، يُعتقد أن الجزائر، الداعم الرئيسي للبوليساريو، تسعى لاحتواء التداعيات الإقليمية والدولية لهذه التطورات، خاصة مع تصاعد المطالبات بضرورة إيجاد حل واقعي للنزاع، في ظل تأييد دولي متنامٍ للمبادرة المغربية للحكم الذاتي كأساس للتفاوض. وفي هذا السياق، حذّرت واشنطن مؤخراً من استمرار التعنت في الموقف الانفصالي، مؤكدة دعمها لجهود الأمم المتحدة لتحقيق تسوية سياسية دون شروط مسبقة.
يأتي هذا اللقاء العاجل في وقت تشهد فيه المنطقة تحركات دبلوماسية مكثفة، بينما تُواجه البوليساريو تحديات غير مسبوقة على الصعيدين الداخلي والخارجي، ما قد يدفعها إلى مراجعة حساباتها الاستراتيجية تحت وطأة الضغوط الدولية وتفكك بنيتها الأمنية.