12:25:09- 2025-04-25
الصحراء الان
تم، أمس الخميس في تولوز، توقيع إعلان نوايا بين رئيس مجلس جهة الداخلة-وادي الذهب، الخطاط ينجا، ورئيسة جهة أوكسيتاني/بيرينيه-المتوسط، كارول ديلغا، وذلك في إطار شراكة ثنائية تشمل عدة مجالات.
ويهدف هذا الإعلان المشترك إلى “تشجيع وتعزيز التعاون وتطوير الشراكات بين المؤسسات العمومية والخاصة، والجمعيات، والمقاولات، والجماعات المحلية في الجهتين”.
كما يروم تعزيز العلاقات والمشاريع المشتركة وتبادل الخبرات في مجالات الملاحة الجوية، والهيدروجين الأخضر، وطاقة الرياح البحرية، والتنقل المستدام والذكي، والتعاون الأكاديمي والبحث، والسياحة.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بهذه المناسبة، أكدت السيدة ديلغا أن هذا التوقيع يشكل “خطوة أولى” في تعاون أوثق بين الجهتين، مضيفة أنه يندرج ضمن”الإرادة المشتركة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ورئيس الجمهورية الفرنسية، إيمانويل ماكرون،من أجل تعزيز التعاون بين بلدينا، من الشمال إلى الجنوب”.
وأشارت السيدة ديلغا، التي تشغل أيضا منصب رئيسة جهات فرنسا، أن هذا الإعلان يعكس “المصالح المشتركة” بين جهتينا، لا سيما في قطاعات استراتيجية مثل الطيران، والطاقات المتجددة، وطاقة الرياح البحرية على وجه الخصوص.
ومضت قائلة: “نحن على قناعة أيضا بأن الاستثمار في الابتكار والبحث والشباب أمر ضروري للغاية”، مؤكدة على رغبة الجهتين في تعزيز تعاونهما الأكاديمي.
كما شددت رئيسة أوكسيتاني على الإمكانات السياحية المشتركة، مسلطة الضوء، في هذا السياق، على “غنى التراث الطبيعي والمعماري” للمنطقتين، والذي يوفر فرصا عديدة للتعاون في هذا المجال.
وبعد أن أكدت على كثافة الروابط التاريخية والثقافية والاقتصادية بين المغرب وفرنسا، أشارت السيدة ديلغا إلى أن المملكة، التي “تحتل مكانة خاصة في العلاقات الدولية”، هي من البلدان التي تربطها بأوكسيتاني علاقات تعاون قوية.
وقالت: “تربطنا علاقات طبيعية. وعلى مستوى الجهات، لدينا العديد من أشكال التعاون”، مؤكدة على الدور المحرك لرئيسي الجهتين كفاعلين في التعاون الفرنسي المغربي. وأضافت: “نتقاسم مُثُل الأخوة، ونشترك كذلك في التنمية والتقدم من خلال الشغل والثقافة”.
من جانبه، أشار السيد الخطاط ينجا، الذي يقود وفدا هاما عن الجهة يقوم بزيارة عمل إلى أوكسيتاني لعدة أيام، إلى أن هذا الإعلان المشترك “يُجسّد إرادتنا في تفعيل هذا التعاون الذي يروم تنمية إقليمينا”.
وأكد على أهمية “ترجمة هذا الإعلان إلى مشاريع وبرامج ملموسة في المستقبل القريب، من خلال اعتماد اتفاقيات محددة تتعلق بمجالات التعاون ذات الاهتمام المشترك”.
وبعد أن أبرز عمق الصداقة بين الشعبين المغربي والفرنسي، وغنى وتنوع العلاقات متعددة الأبعاد بين البلدين، ذكر السيد الخطاط ينجا بأن العلاقات الفرنسية المغربية، “المتجذرة في التاريخ”، والشراكة بين البلدين قد تعززت بعد زيارة الرئيس الفرنسي للمغرب ودعم فرنسا لسيادة المملكة على صحرائها.
وأضاف رئيس مجلس جهة الداخلة وادي الذهب أن “الهدف الرئيسي من زيارتنا إلى أوكسيتاني هو تعزيز العلاقات بين مجلسي الجهتين، وبشكل أعم، بين سلطتينا المحليتين”.
وقال إن هذه الزيارة تمثل “فرصة للاطلاع عن كثب على تجربة جهة أوكسيتاني، ونموذجها التنموي، وجهودها الرامية إلى تعزيز اقتصادها، والحفاظ على التماسك الاجتماعي، وتنمية إقليمها”.
كما تشكل أيضا، يتابع السيد ينجا، رافعة للترويج لجهة الداخلة – وادي الذهب، ومناسبة لإبراز إمكاناتها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، فضلا عن فرص الاستثمار والشراكة الممتازة التي توفرها.
أما القنصل العام للمملكة في تولوز، نادية ثالمي، فأشارت، بدورها، إلى أن توقيع الإعلان المشترك بين الجهتين يُمثل “فرصة حقيقية” للشريكين في إطار تعاون جهوي ولامركزي، مشيرة إلى أن هذا الإعلان هو”رافعة لتعزيز العلاقات بين فرنسا والمغرب”.
وذكرت الدبلوماسية كذلك أن العلاقات الفرنسية المغربية تحظى بدعم كبير على أعلى مستوى في البلدين، مما مكّن من تحقيق شراكة استثنائية وطيدة.
وتُشكّل أواصر الصداقة العريقة فرصة لإرساء تعاون لامركزي ومبتكر وشامل، يركز على العنصر البشري والازدهار المشترك.
وأضافت خلال حفل التوقيع، الذي حضره عدد من أعضاء مجلسي الجهتين، قائلة إن “ذاكرتنا المشتركة، وتاريخنا المشترك، وكثافة علاقاتنا الإنسانية، وتقارب مصالحنا، كلها عوامل تُسهم في توطيد هذه العلاقة الاستثنائية، علاقة قوية ومرنة تتجه نحو المستقبل