طماطم مغربية ملوثة تدخل الأسواق الإسبانية رغم المنع

أصبحت المنتجات الزراعية المستوردة من المغرب ركيزة أساسية لإمدادات إسبانيا الغذائية وتشغيل جزء كبير من سلسلة التوزيع فيها. 

ووفق بيانات رسمية من أمانة الدولة الإسبانية للتجارة، قفزت هذه الواردات من حوالي 354.5 ألف طن عام 2014 إلى ما يزيد عن 712 ألف طن عام 2024، مسجلة نمواً يقترب من 100% في الحجم خلال عقد من الزمن، مما يؤكد تعاظم الترابط التجاري بين البلدين في قطاع الأغذية الزراعية.

ويلاحظ أثر هذه الزيادة بشكل ملموس في الاقتصاد وقطاع التجزئة الإسباني، حيث تعتمد متاجر كبرى على كميات وفيرة من الفواكه والخضروات المغربية للحفاظ على أسعار تنافسية وتأمين الإمداد خلال المواسم المحلية وتقديم تشكيلة متناسقة للمستهلكين، ضمن شبكة تجارية تحرك ملايين اليورو وتؤثر في الميزان التجاري والتخطيط اللوجستي الوطني.

وفي ظل هذا النمو، أثار اكتشاف حديث عبر نظام الإنذار السريع للاتحاد الأوروبي للأغذية والأعلاف مخاوف تتعلق بالسلامة، حيث تم رصد تركيز من الكادميوم بلغ 0.068 ملليغرام لكل كيلوغرام في طماطم مستوردة من المغرب، متجاوزا الحد الأقصى القانوني المعتمد في الاتحاد الأوروبي والبالغ 0.05 ملليغرام لكل كيلوغرام. 

ووفقا لمصادر متخصصة، تم الإفراج عن الشحنة ودخولها السوق الإسبانية رغم هذا التجاوز.

ويعد الكادميوم معدنا ثقيلا ساما يشكل خطرا على الصحة، حيث يمكن أن يتسبب التعرض الحاد في اضطرابات هضمية، بينما يؤدي التراكم التدريجي في الجسم على المدى الطويل إلى أضرار محتملة في الكلى والعظام وأعضاء أخرى. 

وتحدد الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية حجما أسبوعيا مقبولا للتعرض له لا يتجاوز 2.5 ميكروغرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم.

ويصل هذا الملوث إلى المحاصيل بشكل رئيسي من خلال التربة أو المياه الملوثة أو بعض الأسمدة، لتمتصه جذور النباتات وتنقله إلى الثمار. 

وتبرز هذه الحادثة أهمية الرقابة الصارمة عند المصدر وعلى الحدود لضمان سلامة الغذاء، وسط اعتماد تجاري متزايد بين البلدين