الصحراء الـآن 

شكل الخطاب الملكي المخلد للذكرى الثامنة عشرة لاعتلاء العرش، خطابا قويا وصريحا ومباشرا بعدما لم تعد لغة التلميح تجدي نفعا مع معظم المسؤولين، سواء منهم المعينون أو المنتخبون.

ولعل في إعطاء جلالته المثال بالمراكز الجهوية للاستثمار على وجه التحديد، لتشخيص الوضعية المزرية للإدارة العمومية، لخير دليل على الرؤية المتبصرة والقناعة الواضحة لجلالته، بان تشجيع الاستثمار يشكل أحد العوامل الحاسمة في خلق الثروة وتحقيق التنمية وإحداث فرص الشغل، والذي يعتبر من أهم التحديات بالنسبة لبلدنا. 

فكانت التعليمات الملكية، صارمة من أجل تحسين وضعية عمل هذه المراكز على صعيد الجهات من خلال  تحديثها بقانون 47-18  لتسريع وتيرة الاستثمار ومواكبة المستثمر بطريقة جادة.

ومن خلال تتبع مسار  المركز الجهوي  للاستثمار بجهة الداخلة وادي الذهب  منذ  إنعقاد  أول مجلس إداري  له  بتاريخ  05 دجنبر 2019، لازال  المركز  يتخبط  وبعيد  كل البعد  عن فلسفة الخطاب الملكي  المؤسس لعملية  تحديث المراكز ، حيث انه وبعد مرور  سنتين  ونصف  من العمل  لم  يعطي  المركز بحلته الجديدة ومديره منير هواري وطاقمه المؤلف من 26 إطار   أي  نتيجة  تذكر، فلحد  الساعة  لم  يتجاوز  عدد رخص البناء للمشاريع عدد الثلاثون رخصة منذ انعقاد أول مجلس إداري له 2019 ، وعدد فرص  الشغل  شبه منعدم  والمؤشرات توضح ذلك فالبطالة  زادت إستفحالا  (  المعطلين  لم يستفيدوا من فرص شغل بمركز الاستثمار )، والمستثمرين الوطنيين لم  تعد  لهم طاقة  على مواصلة تتبع  ملفاتهم  مع  أطر  جديدة ليس لهم من التجربة والخبرة  سوى هندام   ولغة  فرنسية متكسرة  يتعالون ويخفون بها  قلة خبرتهم  وعدم درايتهم بالمساطر القانونية  للاستثمار والمشاكل المرتبطة بذلك،  بل ذهب البعض منهم إلى أبعد من ذلك وبإيعاز من المدير  إلى تأسيس مكاتب دراسات واستغلال وسمسرة المستثمرين الوافدين.

وتحدث تقارير اعلامية محلية، عن تردي خدمات المركز الجهوي للإستثمار بالداخلة  أثار  حفيظة  مديره  منير هواري  الشئ  الذي دفع  أحد الأطر المستفيدة من سيارة مصلحة للتكلف بالرد وهو  مايفسره  تعاطي بعض المصادر الإعلامية، ومن خلال محاولة  اظهار شخصية المدير،  دون التطرق  لنتيجة  عمل  هذا المركز طيلة مدة السنتين والنصف، ولم تتطرق أيضا المصادر الاعلامية لإنشطة المركز ولابرامج عمله السنوية  .

فهذا التخبط  الذي  تشهده  مؤسسة الاستثمار  بهجة الداخلة في  التعاطي  مع  المشهد الاعلامي  بالجهة بشكل جدي، يؤكد الضعف الكبير  في  إحراز  نتائج  تماشيا مع  التوجيهات السامية لجلالة الملك، رغم الامكانيات  المالية  المرصودة  للمركز الجهوي للإستثمار  ،  لم  تستغل  بشكل  عقلاني  ،  في  التعريف بالفرص  وجذب وإقناع المستثمرين  .

واخر  مجلس  اداري  للمركز إنعقد  يوم الثلاثاء 29 مارس 2022  لم يأتي  بجديد،  وغلبت  على جدول  أعماله   تناول  مواضيع  بصفة عامة وموجزة.  

اصبحنا  اليوم  واعون  بالجهد  الكبير  الذي بذله  ممثل  صاحب الجلالة  السيد لمين بنعمر  من خلال تحريك  عجلة  الاقتصاد   باستقباله شخصيا  للمستثمرين  ومواكبتهم  وتوزيع  الأراضي  على حملة المشاريع  وتوجيه التعليمات  لمركز الاستثمار  قصد مباشرة المساطر في أقرب الأجال.   

مواضيع قد تعجبك